دراسات

حالة المسلمين اليوم وأزمات الأسرة المعاصرة (الجزء الرابع)


                                                 الفصل الثاني

لماذا لم تحقق المرأة الغربية سعادتها؟

     وأكد المكتب الدولي للعمل في دراسة نشرها أخيرا أن النساء حصلن على أعمال جديدة اكثر من تلك التي حصل عليها الرجال غير أنهن تعرض للبطالة أكثر من الرجال، وقد اتضح هذا الاتجاه من خلال إحصائية تمت في إحدى عشر بلدا فقط، جمهورية ألمانيا الاتحادية، بلجيكا، كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، إيطاليا، جزيرة موريس، يوغوسلافيا.

     وأشار التقرير إلى أن عدد العاطلين عن العمل من الرجال في ألمانيا الفدرالية تضاعف بنسبة 323 في المائة وعدد العاطلات من النساء بنسبة 449% وفي بريطانيا بلغت نسبة العاطلات 347% بينما بلغت نسبة الرجال العاطلين 78.5% ولاحظ البنك الدولي للعمل وضعية مماثلة حتى في البلدان المتقدمة حيث تعد زيادة عدد العاطلين عن العمل منخفضة إذ بلغت نسبة الرجال العاطلين في كندا 16/20% في حين بلغت نسبة النساء العاطلات 129.4% أما في الفليبين فقد قضي على نسبة البطالة بين الرجال بينما ارتفعت نسبة العاطلات عن العمل بـ 750% كما أشار تقرير المكتب الدولي للعمل إلى أن نسبة الزيادة الملحوظة في بطالة النساء بلغت خلال العشرية1970- 1980: 75% في كندا، 72% في إيطاليا، 68% في بلجيكا، 59% في يوغسلافيا، 540% في ألمانيا الاتحادية، 43.70% في بريطانيا، 42.9% في الولايات المتحدة الأمريكية.

     رغم كفاح المرأة فإنها لم تستطيع أن تحقق السعادة التي تنتظرها في هذه المجتمعات أعني تلك السعادة التي تفصلها عن زوجها وأسرتها سعادة تشبه سعادة الشاة المنفصلة عن أمها والقطيع التي تنتسب إليها وعن راعي الجميع، السعادة التي تجعلها تحارب من جديد في الغاب مع الذئاب، تريد المرأة المساواة مع الرجل وقد جعلها الله لباسا يوارى عيوبه وجعله لباسا سابغا يستر أنوثتها ويحمي ياقوتها أو يدافع عنها فالمساواة لا تعني أن المرأة تعمل في المصنع وتترك الأولاد للشارع فإذا استطاعت أن توفق بين واجب الأولاد وواجب العمل فذلك وإلا فعليها أن تهتم بتربية أولادها لأنها قلب العائلة ولن تستطيع أن تقوم بواجبات المهنة في الخارج وواجبات المنزل وإن بمساعدة زوجها وأهلها لأن الأولاد في حاجة إلى أمهم نهارا فلا يكفي الوقت القليل الذي تمنحه إياهم حين رجوعها من العمل لإعدادهم إعدادا صالحا للوطن والدين.

     ولن يستطيع الزوج أن يقوم مقامها ولو حاول مرات لأن للبيت فنيات وللأولاد ألغاز نفسية لا يطلع عليها إلا إحساس الأم الحنون، فتركها للبيت يعتبر شللا يهدد كيان الأسرة وإذا اضمحلت الأسرة فسد المجتمع لأنها قلبه وروحه فلا أحد يفكر في الأسرة/ فالأب مشغول بأعماله والأم مشغولة بمهنتها فتقدم جهودها للمصنع أو للشركات ليستغلها المدير في أجورها وأنوثتها وعلاقاتها الزوجية فتفكر في واجبات المدير وهي تخاطب زوجها ويفكر هو أيضا في مشاكله المهنية وهو مع زوجته وبنيه، فهذه مساواة صورية تجعل دائما من المرأة الغربية ألعوبة بين الزوج تارة وبين مدير المصنع تارة أخرى فتبقى دائما في حاجة إلى من يحميها مهما رفضت حمايته ومهما علا شأنها في المجتمع ألا وهو الزوج، وذلك مصداقا لقوله تعالى ((الرجال قوامون على النساء)) (النساء 34)، فهذه خاصية منحها الله للرجال فلا تحويل لسنته ولا تبديل وهذه درجة أنزله الله فيها فلا أحد يستطيع أن يغير قانون السماء ولا أن يمحو فطرة الله التي فطر الناس عليها.




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

١٨ / أكتوبر / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up