عبادات و إشراقات
رســالة إلى لبيـب (الجزء الرابع)
بسم الله الرحمن الرحيم |
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. |
النصيحـة لله
فَأُسُّ الدين المعاملة، وأُسُّ المعاملة النصيحة التي تطهر المحبة من كل غش كما يصفى العسل من شمعه، فهي لله-كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فالنصيحة لله أن تؤمن به وتنفي كل شريك عنه، وأن تترك الإلحاد في صفاته الكمالية، وأن تقدسه وتطيعه، وتحب فيه، وتبغض فيه وأن لا ترى في الوجود مؤثرا سواه، فلا النبي يهدي بنفسه، ولا الشيطان يغوي بحيلته، فالكل من ... عند الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو العزيز الحكيم. فلا النار تحرق، ولا السكين يقتل إلا بأمر الله. ألم تكن نار النمرود بردا وسلاما على ابراهيم ؟؟ ألم تخمد نيران الفرس عند ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ وهل ذبح ابراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل بسكينه، وقد أمره الله بذلك في نفحات قربه، وخاطبه ربه ﴿يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين﴾(سورة الصافات/105).
واعلم أن المقادير أربعة: في العلم، واللوح المحفوظ- ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت﴾(سورة الرعد)/ 39) - والرحم، وسوق المقادير إلى مواقيتها التي حددها الله جل علاه الذي قال: ﴿إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾(سورة القمر/ 49)، يحفظك من أمر الله بأمر الله، وفي الحديث "إن الصدقة وصلة الرحم تدفع ميتة السوء وتقلبه سعادة " و "أن الدعاء والبلاء بين السماء والأرض يقتتلان ويدفع البلاء قبل أن ينزل".
ودع عنك اعتقاد أهل الزيغ كالقدرية - مجوس هذه الأمة - والمعتزلة والمثنوية، الذين يضيفون الخير لله والشر لسواه، فلا حول ولا قوة إلا بالله.