إلى حضرة سعادة سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة بالجزائر
lettre en arabe | cloud_downloadTelecharger |
بسم الله الرحمن الرحيم |
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. |
إلى حضرة سعادة سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة بالجزائر أدام الله بقاءكم في طاعته وجزاكم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء آمين.
سعادة السفير !!!
لقد أفزعني كثيرا النبأ الذي نشرته جريدتنا الغراء "الخبر" يوم الخميس التاسع من شهر ذي القعدة الحرام من عام 1435 ه الموافق للرابع من شهر سبتمبر الإفرنجي من عام 2014 م. ولا ريب أنكم على علم به قبلي، حول ما ق د مه " الفارس السعودي المغوار "، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، الدكتور علي بن عبد العزيز وذلك في بحث تحت عنوان " عمارة مسجد النبي عليه السلام ودخول حجراته فيه ". ويرى ولا أدري بأي عين، أن توسيع المسجد النبوي الشريف يقتضي ترميمات عدة تؤدي في جوهرها إلى نقل قبر الرسول الكريم إلى مقبرة البقيع، حيث س ي دفن فيها من دون أي تحديد لقبره مع هدم الغرف المحيطة به.
ويضيف هذا البحث المشؤوم إلى ما سبق هدم الجدار القبلي العثماني المجيدي مقدمة المسجد إلى الجنوب وكذلك طمس الأبيات الشعرية من قصائد المدح المكتوبة أ راها للإمام محمد البوصيري رحمه الله ، في محيط الحجرة وعلى الأسطوانات وعدم تجديدها بالرخام الحديث ، حماية للتوحيد ودرءا للشرك والتوسل والاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم دون أن ي نسى طمس أسماء الصحابة والأئمة الاثني عشر، دفعا للمفاسد المترتبة على وجودها وكذلك عدم تجديد طلاء القبة الخضراء وإزالة النحاس الذي عليها كحد أدنى... ويرى "الفارس المغوار " أن كل هذه الزخرفة ممقوتة شرعا لشبهها بزخارف أهل الكتاب، حرصا منه على سلامة معتقدات المسلمين وتوحيدهم من كل انحراف مهما كان نوعه ومن البدع المحدثات ذات الخطر كما يزعم، على ال د ين والعقيدة.
سعادة السفير!
أحيطكم علما أن هذا التقرير ينبئ جليا عن جهل مؤ ل فه جهلا مركبا كما في اصطلاح أهل المنطق، وهذا هو الذي جعله يهرف بما لا يعرف "وتحسبونه هي نا وهو عند الله عظيم". وأن هذا التقرير مث ق لا بالمساوي والعيوب والتناقضات والتي أحاول تبيي ن ها حسب الاستطاعة فيما يلي:
1- كيف غفلت الأمة المحمدية منذ الصحابة الكرام إلى أن استيقظ هذا الفارس من إنعاشه بعد أكثر من أ ربعة عشر قرنا عن ما يزعم الباحث أنها شوائب ضارة بالتوحيد الخالص. فكأن الأمة المحمدية بعلمائها ورجالها الأفذاذ والأبطال في كل مجالات الحياة الدنيوية أو الاخروية ظلت تسبح بلا شعور في ضلالات البدع منذ كل هذه الأزمان الطويلة، ولا زالت إلى الآن. وكما تعلمون فإن الأمة المحمدية
مح صنة بإذن ربها لأنها أمة وسط، شهيدة على الأمم الأخرى: ثلاثة نفر منها لا يجتمعون على ضلالة أبدا، ولا يستطيعون كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حين حث عليه الصلاة والسلام على أنه إذا كانوا ثلاثة في سفر يجب عليهم أن يؤ م روا أح د هم وأن لا يق د موا على أمر إلا عن طريق الشورى.
2 - يوصي التقرير بنقل الرفات. فعن أي رفات يتكلم؟ فإنه ولا ريب لا يدري أن من المعلوم من الدين بالضرورة أن النبي ي دفن حيث قبضت روحه الزكية والتحقت بالرفيق الأعلى.. لأن الأرض حرام عليها أن تأكل أجسا د الأنبياء لمنزلتهم العالية عند الله تعالى ولعصمتهم من كل سوء كما جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولقد كان الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ي م رض بعد إذن أزواجه رضي الله عنهن، في بيت سيدتنا عائشة أم المؤمنين... وصعدت رو حه الطاهرة كما تحكي هي بنفسها، ورأ سه الشريف بين نحرِها و سحرها بعد أن استاك بسواك أخيها عبدِ الرحمان. ولهذا دفن في بيتها وكان من قبل قب ره الشريف خارجا عن ساحة المسجد وما أ دخلت هذه الحجرة إلا بعد مدة، حين عزم أهل الحل والعقد توسيعة المسجد في أوائل عصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ورأوا أن إدخالها فيه يزده جمالا ونورا ومهابة.
وكيف لا والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول عن مثواه: "بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " أو كما قال. إذن فكيف ي نقل وهو حي في قبره يرد السلام على من سل م عليه من أمته وبجسمه الطاهرالذي هو الآن في قبره كما كان في حياته بين أصحابه. نعم فقد ذاق الموت لأن هذه من سنن الله تعالى في خلقه فإنه سبحانه كتب لنفسه البقاء وعلى خلقه الفن اء جل في علاه، كما قال له صاحبه الجليل سي دنا أبو بكر رضي الله عنه حين دخل عليه وهو م س ج ى بثوب، فقب ل جبهته الشريفة ثم قال له "ما أطيبك ح ي ا وم ي تا. أما الموت المفروضة فقد م ت ها". فكيف ي نقل وقبره كما سبق حيث قبض؟ أليس هذا خرقا في العقيدة وإذاية لشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأكثر من هذا أليست هذه ردةً بصريح الآية الكريمة في أواخر سورة الأحزاب. قال تعالى: "إن الذين يؤذون الله ورسول ه لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا عظيما ".) 57 )