المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم |
اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين |
أيها الإخوة والأخوات سلام الله عليكم ورحمته وبركاته |
أدام الله بقاءنا جميعا في نفع الخلق والدفاع عن الحق بالحق وجعلنا وإياكم من الذين لا يشقى بهم جليسهم، من الذين لا يخافون في الله لومة لائم، الذين إذا رؤوا ذُكّر الله برؤيتهم أهل البصيرة ال والقلوب السماوية والعلوم اللّدنية والفيوضات الرحمانية الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بملازمة صحبتهم بقوله: « جالسوا من تذكّركم بالله رؤيته ويقربكم من الله مقاله » مصداقا لقوله تعالى في سورة لقمان: ﴿ واتبع سبيل من أناب إلي ﴾ والذي يقول فيهم مادحهم:
لهم قلوب ترى ما لا يرى غيرها أيقاظ وإن ناموا ففي نومهم وصلا ٭
وبعد، فمرحبا بكم عندنا ومرحبا بنا عندكم مع تحياتنا العطرة لكم ولكل من أحبّكم وأحبّنا في الله أو أحببتموه وأحببناه في الله وأحلّ بمقرنا أهلا ونزل به سهلا. راجين من المولى عز وجل أن يخصّنا بما خصّ به أولئك الذين قال فيهم جل وعز في سورة الحجرات: ﴿ إن الذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم﴾ ومن الذين يرزقون عند ربهم، لا يخافون يوم يخاف الناس ولا هم يحزنون، فهذه العندية المقصودة بقولنا عندنا وعندكم. ونعني بها عندية البقاء وعندية الاتصال التي لا تزول بزوال الرجال ولا بتغيّر الأحوال. ....
ثم اعلموا رحمكم الله وسدّد خطاكم أنّا قد استفتحنا المولى عز وجل بشأن هذا البنيان المرصوص إن شاء الله فألهمنا بفضله أن نؤسس قواعده على السّلم والسّلام والحب والعرفان امتثالا لأمره تعالى في سورة البقرة الآية (208): ﴿ يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السّلم كآفة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوّ مبين ﴾.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٭ هو الإمام والقطب الربّاني الشيخ سيدي أحمد بن عليوة رحمة الله عليه وعلى سائر أئمة الهدى أجمعين.