فتاوى في الدين والأخلاق

ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم وما يحمل من معنى (لفضيلة الشيخ محمد شارف رحمه الله)


     ومثله تكثير الطعام القليل للجمع الكثير، كما وقع يوم حفر الخندؤ(1) وغير ذلك، إذ معجزاته له كثيرة تفوق الحصر، أجلها القرآن الكريم(2) الذي أعجز البلغاء من العرب، وقد تحداهم الله في كتابه أن يأتوا بأقصر سورة منه فعجزوا(3)،

     وختاما فإن ذكرى ميلاده صلى الله عليه وسلم تذكرنا بكل ما هو خير لنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم عزّ وجلّ فـي أيـام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعلّه أن تصيبكم نفحة منها، فـلا تشقون بعـدها أبدا"(4).

     هذا ونسأل الله الكريم أن ينفعنا بهذه الذكرى، وأن يجعلها تعود علينا كلما أقبلت بالأمن والأمان، والسلم والسلام، وجمع شمل المسلمين ووحدتهم في دينهم ودنياهم. آمين، والحمد لله رب العالمين.

                                                                                       محمد شارف

                                                                   07 ربيع الأول 1418ه /  12 جويلية 1997 م

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • (1) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كُدية شديدة، فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: أنا نازل. ثم قام وبطنة معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضرب، فعاد كثيبا أهْيَلَ أو أهْيَمَ، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر، فعندك شيء؟ قالت: عندي شعير وعناق، فذبَحتِ العناق، وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج، فقلت: طُعَيِّمٌ لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: «كم هو» فذكرت له، قال: كثير طيّب، قال: قل لها: لا تنزع البرمة، ولا الخبز من التنُّور حتى آتي، فقال: قوموا فقام المهاجرون، والأنصار، فلما دخل على امرأته قال: ويحك جاء النبي بالمهاجرين والأنصار ومن معهم، قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويُخمِّرُ البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويُقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز، ويغرف حتى شبعوا وبقي بقية، قال: «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة ". أخرجه البخاري (108/5، رقم 4101). واللفظ له. ومسلم (1610/3، رقم 2039/141).
  • (2) قال اللقاني في جوهرة التوحيد ص 5:
  •                                         ومعجزاته كثيرة غرر    منها كلام الله معجز البشر
  • (3) انظر: منهاج المسلم، لأبي بكر جابر الجزائري ص 31.29.
  • (4) رواه الطبراني في الكبير (233/19، رقم 519) بسند بسنده عن محمد بن مسلمة رضي الله عنه بهذا اللفظ. ورواه في الأوسط (180/3، رقم 2856) عنه. كما رواه الترمذي الحكيم في نوادره (2 293)، وابن عبد البر في التمهيد (339/5) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.  وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج (ص44، رقم 27) من حديث أبي هريرة بلفظ: "لربكم في أيام دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لها". أفاد هذا العجلوني صاحب كشف الخفاء (263/1 [الشيخ محمد شارف ].




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

١٨ / أكتوبر / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up